الشهيد المجاهد/ إبراهيم محمود الفرا (أبو محمود)
رجل المهمات الصعبة
القسام ـ خاص :
سوف يمضي بنا مركب للوداع
يستحق الخطى والدموع الشراع
عالم لم يزل يستلذ المتاع
لكن أبا محمود هجر متاع الدنيا طامعا بمتاع الآخرة ذلك المتاع الأبدي الذي لا يزول وباع النفس للخالق بل أحسن البيع وابرم الصفقة مع رب الأرض والسماء فكان له ما أراد وتمنى .
الميلاد والنشاة
ولد إبراهيم في العشرين من شهر أكتوبر للعام السابع والثمانون والتسعمائة وألف، حيث كان ميلاد شهيدنا أبو محمود في مطلع الانتفاضة الأولى تلك الانتفاضة التي عرفت بانتفاضة الحجر، والذي تعود جذور عائلته إلى بئر السبع – قرية غوالي النبعات عشيرة بن جرمي، فحكم على طفولته بالموت منذ ميلادها، لا لشيء إلا لأنه فلسطيني كتب في شهادة ميلاده "مسلم"، حيث عاش شهيدنا طفولة من نوع خاص، طفولة رسمتها ضربات المدافع وسطرتها زخات الرصاص.
مسيرته التعليمية
التحق الشهيد إبراهيم بمدرسة معن للاجئين الفلسطينيين ليدرس بها المرحلة الابتدائية، ويروي لنا والد الشهيد "انه مقابل بوابة المدرسة في ذلك الوقت كان هناك ثكنة للجيش الصهيوني حيث يضيف لنا والده والذي كان يعمل في نفس المدرسة كنت اصطحب إبراهيم معي في كل صباح إلى المدرسة، حيث كان يستوقفه عند بوابتها، وينظر إلى ذلك الجندي الذي كان يختبئ خلف رشاشة كعادة الجيش الجبان، كان يهتف إبراهيم بأعلى صوته: (عاشت فلسطين عربية حرة) وصدق الشاعر حين قال:
لا لا تقـل مـن أيــن أنــــت و لا تسل عن بلدتي
أنا من هنـا من كــل أرض تنـتـمـــي للكــعبــــة
أنا من هنـا ما دام صــوت الحق أعلـى صيحتـي
أنـّى اتجهــت فــإنـنــي لا أشـعــرن بـوحــشــة
مهـمـا تنائـى مولـدي فأنـا هنــا فـي بلـدتــي
ومن ثم التحق بمدرسة ذكور بني سهيلا للاجئين ليدرس بها الإعدادية، ودرس المرحلة الثانوية بمدرسة كمال ناصر وينهيها بنجاح.
حيث انتقل بعدها إلى قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بالجامعة الإسلامية ليبدأ شهيدنا صفحة جديدة من صفحات الدراسة.
حيث يقول والد الشهيد: إن إبراهيم ومنذ كان في المرحلة الدراسية الدنيا، كان دائما يرافق جده إلى المسجد ولكن منذ أن بدا يعي التحديات التي تحيط به؛ قد بدا يختلف سلوكه فقد كان أكثر التزاما.
حيث بدأ الشهيد مرحلة جديدة، في مطالعة الكتب و المجلات لاسيما ما يخص كيفية الدعوة إلى الله ونشر هذا الفكر بين أقرانه في الجامعة، ويضيف والدة أن إبراهيم كان لا يترك نشاطا أو لقاء للكتلة الإسلامية في الجامعة إلا كان من أوائل المشاركين فيها.
ويتذكر والد الشهيد
حيث كان المولود الثاني بعد البكر في عائلة مكونة من عشر أفراد، إلى أنه كان المقرب من والدية وخاصة من والدته التي كان يكتم أسراره معها، وهنا يروي لنا والده أن إبراهيم وأثناء الحملة الانتخابية الأخيرة أخبر أنه في المستشفى وقد أصيب في كتفة نتيجة سقوطه من على سلام الحملة الدعائية لمرشحي قائمة التغير والإصلاح فسارع والده إلى المشفى وظل إلى جانبه حتى تعافى وبعد مضي فترة من الزمن واستشهاد الشيخ بسام الفرا، اكتشف أن إبراهيم كان احد عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام في منطقته، حيث أباحت والدته أن إبراهيم لم يصاب في يده نتيجة سقوطه من منطقة مرتفعة في أثناء الحملة الانتخابية، بل أصيب أثناء التدريب مع مجاهدي القسام الميامين، حيث كانت أم إبراهيم تمهد لوالده قبل معرفته بان إبراهيم كان قساميا بتذكيره بقصص المجاهدين وأجرهم العظيم لاسيما حينما كان يتغيب ابنها إبراهيم عن البيت.
إبراهيم ابن حماس
إبراهيم هو ذلك الأخ الذي بايع جماعة الإخوان المسلمين على السمع والطاعة منذ مطلع العام 2006 بعد مشوار كبير من التربية الدعوية والإيمانية، حيث تربى الشهيد أبو محمود في مسجد الدعوة، يذكر انه كان أحد الشباب الملتزمين بالنشاطات الدعوية والمسجدية والتي كان من أهمها الزيارات الاجتماعية والندوات الدينية والثقافية، لقد كان إبراهيم من الشباب الدعوية الطموحة حيث يروي لنا شيخه الذي تتلمذ إبراهيم على يديه أنه كثيراً ما كان يحدثه عن حاجة الدعوة إلى شباب تحمل هم هذه الدعوة وتتبنى فكرها، حتى تتمكن من نشرها وترسيخ معانيها بين الناس، لتتواصل عملية البناء والتقدم لهذا الصرح الإسلامي العظيم، وقد اختير ليكون أحد مرافقي الشيخ سليمان الفرا قبل أن ينضم إلى جهاز الأمن والحماية "وحدة الإسناد"
انضمامه للكتائب
انضم الشهيد إبراهيم الفرا إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام في شهر تموز للعام 2005 بعد إلحاح شديد على قيادة الإخوان في منطقته وبموافقة الشيخ الشهيد بسام الفرا، يذكر أن شهيدنا قد اجتاز لعدد من المراحل التدريبية وأخرها دورة القنص، وكان أحد المميزين فيها، وكان يؤثر إخوانه على نفسه في كثير الأحيان، ومن العيون الساهرة على حدود الوطن الحبيب إلى قلبه، يذكر أن شهيدنا كان مطيعا لأوامر قيادته بلا جدل أو نقاش.
موعد مع الشهادة
يوم السبت 27-12-2008 ، حيث كان أول أيام الحرب الصهيونية على قطاع غزة، وكان متواجدا في مقر جهاز الأمن والحماية المعروف بـ "المنتدى" في مدينة غزة حيث عمله ، فإذا بالطائرات الحربية تباغتهم فاستهدفت المكان الذي كانوا فيه لينهار عليهم المبنى هو وإخوانه، وعثر على جثته في اليوم التالي هو والشهيد زياد عادل مصطفى النجار.
{من المؤمنينَ رجالٌ صَدَقوا مَا عَاهدوا اللهَ عَليه فمنهُم مَن قَضَى نَحبَه ومنهُم مَن ينتظِر ومَا بَدّلوا تَبديلاً}
بيان عسكري صادر عن:
...::: كتائب الشهيد عز الدين القسام :::...
شهداء القسام في معركة الفرقان .. شامة فخر في غرة الزمان
وتستمر قافلة الشهداء في موكب مهيب بدأت طلائعه منذ أن أذن الله لنبيه بالجهاد، وتواصلت هذه الكوكبة العظيمة من الشهداء الأطهار، وكانت دوماً أرض فلسطين المقدسة الأكثر احتضاناً لأجساد الشهداء فطالما رويت أرضها بدمائهم الزكية وملائكة السماء استقبلت أرواحهم الطاهرة ..
وعلى هذا الدرب الشائك درب الجهاد والمقاومة يمضي أبطال كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذين أعلنوا بيعتهم لله وسلموا في سبيله أرواحهم وأنفسهم من أجل وطنهم السليب وقضيتهم العادلة ومقدساتهم المغتصبة وأرضهم المحتلة ..
وكانت "معركة الفرقان" ووقفنا فيها في وجه حرب الطغيان والإجرام التي شنها الكيان الصهيوني النازي ضد شعبنا الفلسطيني المرابط على أرض غزة الطيبة، وكانت معركة مختلة في توازن القوى المادية لكنها معركة تجلت فيها بشائر النصر وترسّخت فيها معاني الصمود والثبات والجهاد من قبل الثلة المؤمنة القليلة في العدة والعتاد، حتى باتت مفخرة للشعب الفلسطيني بين الأمم وصارت نموذجاً رائعاً من نماذج التضحية والمقاومة تعيد الأمة إلى ذاكرة أمجاد الأوائل وبطولات الماضي..
من هنا فإننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ومن أرض فلسطين المباركة نزف إلى شعبنا المجاهد الصامد وإلى أمتنا العربية والإسلامية وإلى كل أحرار العالم شهداءنا الأبرار الأطهار الذين ارتقوا إلى العلا شهداء - بإذن الله تعالى- في "معركة الفرقان" التي بدأت بتاريخ 27-12-2008م وانتهت بتاريخ 18-01-2009م على أرض غزة الحبيبة.
سائلين الله تعالى أن يجعل دماءهم نوراً للأحرار وناراً على المعتدين الفجار، وعهداً أن لا تضيع هذه الدماء الزكية هدراً وأن نبقى الأوفياء لدرب الشهداء حتى نحرر أرضنا من دنس الصهاينة الغاصبين.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد ،،،
كتائب الشهيد عز الدين القسام – فلسطين
معركــة الفرقــان