الشهيد القائد الميداني/ بسام عبد الملك الفرا " أبو محمد "
رجل القرآن والشرع والإصلاح
القسام - خاص :
بسام الشيخ والقاضي الشرعي والقائد القسامي الذي ركب جواده ليصل إلى أعلى مراتب البذل والعطاء والتضحية من أجل الله وعباد الله ، نعم .. بسام رجل لا تلهيه تجارة ولا بيع ولا دنيا عن ذكر الله وإقامة شرعه والمضي قدماً نحو رفع راية الإسلام عالية خفاقة لتصل إلى عنان السماء ، وليحملها الأجيال اللاحقة الذين تخرجوا على يد الشيخ الفاضل بسام الفرا ، ليكملوا مشوار بسام الدعوي والجهادي ولتحقيق الأهداف التي كان يسعى إليها من قبل الشيخ أحمد ياسين .
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا المجاهد في الثامن عشر من فبراير عام 1978 ليتربى في أسرة فلسطينية لاجئة ميسورة الحال ، تعود جذورها إلى مدينة بئر السبع المحتلة عام 1948 ، حتى كبر شهيدنا وكبرت معه أحلام الشعب الفلسطيني بالنصر والتحرير ، وكان أحد أبناء خان يونس اللذين عملوا بصمت من أجل أن تحيا فلسطين بكرامة ، تزوج بسام من إحدى قريباته وهي بنت الشيخ " سليمان الفرا " أحد قادة حركة حماس وأحد مرشحيها عن قائمة التغيير والإصلاح بمدينة خان يونس ، وقد رزق بولدين وبنت وأكبرهم " محمد " نسبة إلى خير الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولقد امتاز شهيدنا بابتسامته الهادئة وما من أحد تحدث مع بسام إلا وأحبه ، كيف لا وهو منذ صغره بتعلقه بالمساجد والتزامه بالصلاة والعبادة ، كما وتميز بصفات حميدة راقية كالصدق والوفاء والإخلاص ، ومما يذكر لبسام أنه كان باراً بوالديه رحيماُ بإخوانه يحبهم حباً عميقاً .
تعليمه ودراسته
تلقى شهيدنا تعليمه الابتدائي عام 1984 في مدارس وكالة الغوث بمدرسة " معن " الإبتدائية ، ثم انتقل إلى الإعدادية إلى مدرسة " البرش " ثم إلى مدرسة " خالد الحسن " الثانوية في القسم العلمي ، كان الشهيد من المتفوقين ثم انتقل ليكمل مشواره التعليمي الجامعي ، حيث درس في الجامعة الإسلامية " كلية الشريعة " وحصل على درجة البكالوريوس ، ثم التحق ليكمل رسالة الماجستير ، في القضاء الشرعي وقد شغل القاضي بسام مديراً للإرشاد الديني والأسري في المنطقة الجنوبية ، ثم عمل قاضياً شرعياُ في المحكمة الشرعية بمدينة خان يونس ، وأيضاً محاضراً بالجامعة الإسلامية ، كما أن رسالة الماجستير التي أنجزها الأستاذ بسام تدرس الآن في الضفة الغربية كمنهج في إحدى جامعات الضفة .
صفاته وحياته الدعوية
لقد امتاز شهيدنا منذ نعومة أظافره بحبه للصلاة والعبادة وذلك من خلال تربية والده عبد المالك الذي علمه حفظ التشهد ، وكان ذلك اليوم بمثابة الحجر الأساسي الذي وضعه والده لبسام وكان ذلك بمسجد أبو عبيدة ابن الجراح ، حيث بدأ التزامه هناك ليشق طريق الدعوة ويؤسس البنيان الدعوي والأسري في المسجد ، ثم انتقل إلى مسجد الدعوة ليكمل مشواره الدعوي ويعزز نشاطه بسام الشاب الورع الزاهد ، هذا الداعية الذي اعتاد عليه الناس في إلقاء دروس الوعظ والإرشاد أمام الناس وخصوصاً في شهر رمضان ويركز على أحكام الصيام ، كما امتاز أستاذنا بسام بالإخلاص والصدق مع الجميع ، وأيضاً عرف عنه الكرم والجود ، لديه السرية التامة في عمله مع تواضعه الرفيع واحترامه للجميع ويعتبر من أحد أعضاء رابطة مساجد خان يونس ومسئولا في الدعوة على مستوى منطقة " معن " وأيضاً أحد أعضاء رابطة علماء فلسطين ، فشغل مسئول الاستيعاب في المنطقة لأنه لديه القدرة على الإقناع ، فهو يتحدث مع الجميع " الصغير والكبير " فكان ينقل الفكر الإسلامي الخالص والخالي من الشوائب ، فكان خطيباً في مساجد خان يونس وكان شعاره حديث النبي عليه الصلاة والسلام " بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " هكذا كان القائد بسام والشيخ الجليل وفارس الجنوب .
التحاقه في كتائب القسام
التحق شهيدنا القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام في بداية عام 2004 ، حيث كان ذلك من خلال الإلحاح على إخوانه ، لا يكفي أنه داعية وخطيباً ومحاضراً في الجامعة الإسلامية ، إلا أنه يريد أن يكون رقماً في سجل الجهاد والمجاهدين ، فألتحق بكتائب القسام وتم اختياره لصفاته الفريدة التي لا مثيل لها ، فهو لا يعرف غش ولا خديعة فشارك إخوانه في العديد من المهام الجهادية ، فكان شجاعاً ومقداماً وأسداً هزوراً لا يعرف جبن ، كيف لا يكون ذلك وهو رفيق درب الأسد المقاتل " ياسر الغلبان " .
لمحة من حياة شهيدنا الجهادية
لقد شارك شهيدنا البطل في زرع العديد من العبوات الناسفة وأيضاً في حفر الأنفاق الصغيرة لزرع براميل انفجارية في المناطق الشرقية لخان يونس ، كما وقام بإطلاق عدة قذائف هاون باتجاه مغتصبات العدو ونصب العبوات ، كما وكان يجيد هندسة الكمائن ، فهو مرابط ليله ولا يغادر ساحة الرباط ، فيعمل قاضياً نهاراً ومرابطاً في ليله ، كان الشهيد القائد له الأثر في تغيير سلوك الكثير من أبناء العائلة ، وعمل تحول جوهرياً على مستوى المنطقة من خلال الحث على الصلاة والالتزام بالمسجد فكان معظم شباب العائلة يحاولون تقليد بسام في أفعاله وسلوكه وعلاقته مع والديه التي كانت لا مثيل لها ، فكان مثالاً للابن الصالح الذي يسمع ويطيع أوامر والديه ، فكان أكثر همه هو إرضاء والديه ، ومما شغله أكثر هماً أن يجمع الشباب والجيل الصاعد على كلمة التوحيد وأيضاً من سيرة شهيدنا أنه كان يجمع التبرعات من هنا وهناك للارتقاء بالمجاهدين لشراء المعدات العسكرية ولتخفيف العبء عن إخوانه في كتائب القسام ، فكانت من إهتمامته لعبة الكاراتيه والرماية وكان يجيد القنص .
زوايا منيرة من حياة شهيدنا القائد
* عندما كان العدو الصهيوني يجهز نفسه للانسحاب وليجر أذيال الخيبة والهزيمة من قطاعنا الحبيب كان شهيدنا مرابطاً على ثغره في إحدى لياليه ، وبعد الانتهاء من رباطه توجه إلى منزله حيث كان يعمل سراً ولا يعرفه أحد ، وهو في طريقه إعترضته سيارة بها مجموعة من زمرة الحقد الأسود " الأمن الوقائي " فقاموا بإطلاق النار بشكل كثيف ومباشر لكنه لم يصب بأذى ولم يهز منه شعرة ، ذلك لأنه تربى على طريقة الشهيد القائد " صلاح شحادة " .
* ترأس الشيخ بسام لجنة كانت تتسلم رواتب مقطوعة تابعة للمحكمة الشرعية فأخذ بسام يدافع ويطالب لهم بدفع رواتبهم المستحقة وكان عددهم لا يقل عن 120 موظف ، فكان كل همه أن يكون سبب في تسلم الرواتب للموظفين وكان له ذلك حين تسلموا رواتبهم بقيمة 1500 شيكل.
* كان لبسام إبن خال يحضر لرسالة الماجستير ، فقدم إهداء إلى شهداء المشروع الإسلامي ، فقال له بسام أكتب اسمي وكان ذلك قبل ثلاث أيام من استشهاده ، فقال له عندما تستشهد سأضع اسمك ضمن شهداء المشروع الإسلامي ، فكان له ذلك وكتب أسمه ضمن شهداء المشروع الإسلامي ، كما وأضاف الشيخ الفاضل سليمان الفرا أن الشيخ بسام كان عالماً وعاملاً مثالاً للشيخ العز بن عبد السلام .
* مما يذكر لشهيدنا أنه كريماً وجواداً ، فعندما يتسلم راتبه الشهري يذهب إلى عائلة في بيت حانون ويعطيها مبلغ من المال كصدقة جارية وهم من متضرري الانتفاضة المباركة ، كان ذلك بشكل شهري ، وعندما أستشهد بسام جاءت الحاجة إلى منزل الشهيد وقالت لوالد بسام " والله لن يدق الباب أحد من بعد استشهاد الشيخ بسام " .
قبل إستشهاده
قبل استشهاد القائد بسام قام أحد المواطنين بالاتصال على هاتفه فقال له : " يا بسام دير بالك في ناس يراقبونك من عائلة أبو كوارع " فرد عليه : من قال لك هذا الكلام ؟؟ فأجابه : أنا سمعت الآن من ناس يذكرون اسمك ، فرد عليه : إن الله يدافع عن اللذين آمنوا ، فكان والده يعتاد أن يوصله إلى عمله في سيارته في تمام الساعة السابعة والنصف ، ولكن في يوم استشهاده لم يتسنى لوالده أن يرافق الشيخ بسام .
موعده مع الشهادة
عندما توسطت الشمس كبد السماء خرج بسام في تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً برفقة الدكتور "ماجد الفرا" متجوهاً إلى عمله في المحكمة الشرعية حيث يعمل قاضياً هناك ، فتوقفت سيارة الدكتور ماجد بالقرب من دوار بني سهيلة ثم طلب بسام سيارة أجرة لتوصيله إلى مكان العمل ، فعندما وصل إلى باب المحكمة خرجت عليه ثلاث سيارات من نوع " 504 " تابعة لعائلة " أبو كوارع " اللذين يعملون في جهاز الأمن الوقائي " ، فقدم اثنين من الأشقياء محاولةً لخطفه بعد نصب كمين له ، ولكن فشلت محاولتهم فقاموا بإطلاق النار من مسدسهم تجاه خصره الطاهر ليسقط على الأرض وفتحوا عليه وابل من الرصاص الأمريكي المتفجر فأستشهد على الفور على أيدي الخونة خفافيش الظلام الذين يقومون بدور بني صهيون ، لتطاله يد الغدر والخيانة حيث كانت جميع الطلقات في رأسه ، هكذا أستشهد القائد القسامي شهيد المشروع الإسلامي كما أراد ، رحم الله بسام القائد والأستاذ والمحاضر والقاضي ورجل الإصلاح رفيق الشهيد "ياسر الغلبان" أسكنكم الله فسيح جناته .. نم قرير العين فلا نامت أعين الجبناء .
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }
بيان عسكري صادر عن
..::: كتائب الشهيد عز الدين القسـام :::..
..:: معركــة وفــاء الأحــرار ::..
استشهاد القائد القسامي "بسام الفرا" في بني سهيلا بخانيونس على أيدي عناصر (فرقة الموت) المأجورة
يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية.. ياجماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد..
في الوقت الذي تتعرض فيه حركتنا الغراء ومقاومتنا الباسلة لأشرس حملة صهيونية وأمريكية من حصار واغتيالات واعتقالات، تخرج علينا فئة مارقة تنخر في الصف الفلسطيني وتسعى لتطبيق المخططات الصهيوأمريكية وإرباك الساحة الفلسطينية، ويصل الحد بهؤلاء المجرمين العملاء إلى القتل والاغتيال بدم بارد لقادة المقاومة خدمة لأسيادهم الصهاينة وتوفيراً للجهد على طائرات الاحتلال و اجتياحاته، فتقدم من جديد(فرقة الموت) التي شكلت من عناصر مشبوهة تتبع لحركة فتح على اغتيال قائد قسامي وعالم شرعي يشهد الجميع بصدقه وعدله وأخلاقه وهو :
الشهيد القائد الميداني/ بسام عبد المالك عبد السلام الفرا
"28 عاماً " من خانيونس
(الذي يحمل درجة الماجستير في القضاء الشرعي و يحمل رتبة مدير الإرشاد الأسري في المحاكم الشرعية جنوب قطاع غزة والمعروف بالإصلاح والعلم بين أهالي خانيونس)
والذي ارتقى إلى العلا صباح اليوم الأربعاء 23 ذو القعدة 1427هـ الموافق 13/12/2006م، عندما قامت مجموعة عميلة معروفة لدينا مما يسمى (فرقة الموت) التابعة لمتنفذين من حركة فتح بإطلاق الرصاص مباشرة تجاه شهيدنا مقابل محكمة بني سهيلا أثناء توجهه لعمله في المحكمة مما أدى إلى استشهاده على الفور، علماً بأنه قد تعرض للتهديد عدة مرات من قبل هذه العصابة المشبوهة.
نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحداً ... ونعاهد الله تعالى، ثم شهيدنا القائد وأبناء شعبنا أن نلاحق القتلة ومن يقف وراءهم وأن نقدمهم للعدالة وأن نقتص من هؤلاء العملاء المجرمين.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
كتائب الشهيد عز الدين القسام
الأربعاء 23 ذو القعدة 1427هـ
الموافق 13/12/2006م