الشهيد القسامي/ خالد محمد خالد الفرا
قناص الجنود على الحدود
القسام ـ خاص:
إن لله في أرضه رجال باعوا أنفسهم رخيصة من اجله عشقوا الجهاد والاستشهاد في سبيله بذلوا كل ما يملكون لينتصروا لدينهم رجال صدقوا الله في أفعالهم فصدقهم الله ونالوا مار أرادوا منهم من رحل ومنهم من ينتظر يقول المولى عزوجل في كتابه :" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " فدائما تعجز الكلمات عن وصف هؤلاء الرجال هؤلاء الأبطال المجاهدون تركوا الدنيا لأهلها وبحثوا عن الدار الآخرة عن العيشة الأبدية في جنة الرحمن وبجوار من سبقوهم من النبيين والصديقين والشهداء فهم عشقوا وأحبوا لقاء الله فأحب الله لقاءهم وجعلهم مع الشهداء وجعل مثواهم الجنة التي فيها لاعبن رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد المجاهد/ خالد محمد خالد الفرا في السادس من أغسطس عام سبع وثمانين وتسعمائة وألف في أسرة ميسورة الحال تعود جذورها إلى بلدة القرارة شمال مدينة خانيونس , وكان خالد الابن البكر لوالديه فهو أكبر الأولاد والبنات , وقبل ميلاده ترى أمه في المنام أنها ترفع يديها إلى السماء وتدعوا الله إن يكون خالد من الذين يحررون المسجد الأقصى المبارك وهكذا كان هذا اليوم يوم ميلاد فارس مقدام ورجل جلد وبطل عنيد وصنديد قوي.
تربى خالد في هذه العائلة المتواضعة وقد بدت منذ البداية معالم الذكاء والفطنة على خالد, وكان لوالده الشيخ الدكتور محمد الفرا الفضل الكبير في صقل شخصية خالد رحمه الله , فقد كانت هذه العائلة الصابرة المحتسبة تربي أبناءها على حب الجهاد والاستشهاد كما كانت عائلة متميزة بالالتزام والتقوى وحب هذا الدين , وهكذا ينشأ الأبطال في بيوت العز وإن افتقرت للمال أو يسر الحال, فكانت البداية في مسجد الاستقامة، ومنذ الطفولة يخرج خالد حاملاً مصحفه نحو مسجده فيحفظ القرآن الكريم ويتعلم تلاوته ليتوج أباه بتاج الوقار الذي اجتمع مع تاج الشهادة.
المرحلة التعليمية
التحق الشهيد خالد محمد الفرا بالمدرسة الابتدائية ثم الإعدادية والثانوية من مدرسة القرارة نفسها وكان خالد كما شهد له معلموه الطالب المتميز والرجل الخلوق المهذب والداعية الصغير, وكان مسجده الذي التزم فيه وهو مسجد خالد ابن الوليد بمثابة الحضن الذي ضم هذا الأسد الوقور فكان خالد يدير حلقات التحفيظ, ويحث الشباب على الالتزام والصلاة في المسجد وبالفعل كان لدعوة خالد أشد الأثر في التزام العديد من الشباب, ثم انتقل الشهيد خالد إلى العمل في صفوف الكتلة الإسلامية حيث كان أميرا للكتلة على مدرسة القرارة الإعدادية , وبعد التحاقه بكلية التمريض في الجامعة الإسلامية واصل الشهيد خالد عمله الدءوب الذي لا ينقطع والذي استمر حتى أواخر أيامه وهو ينظم ويرتب العمل في إطار الكتلة الإسلامية, ويكفيه فخرا الحب الذي حازه خالد من زملائه الطلاب والتقدير الذي جعل رأيه هو الأصوب بين الشباب إذا احتكموا لرأيه في أي أمر كان.
في صفوف القسام
كانت رغبة خالد الملحة منذ بداية الثانوية العامة أن يكون أحد أبناء القسام بل كانت رغبة والده المجاهد حيث أوصى والده بضمه للجهاز العسكري لكتائب القسام, وسرعان ما استجابت له قيادة الجهاز العسكري لما تميز به خالد من قوة ونشاط وإخلاص, ومع بداية العام ألفين وستة كانت كتائب القسام تضم بين أحضانها هذا الفارس القناص الذي جندل الصهاينة ببندقيته المتواضعة, وتبدأ بهذا أولى الخطوات نحو الشهادة.
شارك الشهيد خالد في العديد من المهمات الجهادية فكان المرابط الحريص على الرباط وكان الراصد لتحركات العدو كما وشارك في العديد من الدورات العسكرية التي كان آخرها دورة القنص التي تميز فيها خالد تميزا متقدما ليكون له الأجر الكبير في جندلة اثنين من الصهاينة الغاصبين وعلى الرغم من أفعاله البطولية إلا انه استأثر بها عند الله فلم يخبر أحداً من أصدقائه أو حتى من العاملين معه في ميدان الجهاد بما صنعت يداه الطاهرتين ليحقق بذلك الإخلاص والتوفيق والأجر من الله وحده.
قصص لا تنسى
لقد تربى خالد على يد الاستشهادي القسامي أمجد فياض حيث كان أمجد يحفظه القرآن الكريم منذ الصغر وحفظ خالد خمس أجزاء من القران على يد الشهيد امجد وقبل استشهاد امجد بيوم استدعى الشهيدَ خالد وأوصاه بالتقوى ثم خلع الـ"جاليه" الخاص به وأعطاها لخالد وفي اليوم التالي استشهد امجد فكانت تربية الشهيد امجد بمثابة الهادية لخالد نحو الشهادة, ونذكر هنا مدى شجاعته يوم أن هدد المرجفون اللحديون أبا خالد بالقتل, فيخرج خالد إلى ذاك التافه ويقول له بصلابة المؤمن " اعلم انه ليس كل الطير يؤكل لحمه, وإذا حدث شيء لوالدي فلا تلومن إلا نفسك " فيخرس ذاك الأبله بقوة استمد خالد هيبتها من الله .
ومما لا ينسى لخالد يوم رباطه في الموقع حيث جاء التعميم بالانتشار الجيد لوجود طيران بشكل غير طبيعي لكن أحد زملائه رفض إلا أن يلازمه فغضب خالد منه وقال ألم تسمع التعميم فحزن زميله على قوة كلامه, وفي اليوم التالي يلقى خالد زميله فيسلم عليه ويعانقه وهو يبكي ويطلب السماح منه رغم صحة الموقف وحرص خالد على إخوانه المجاهدين.
يوم الشهادة
في العشرين من يونيو ألفين وسبعة يخرج خالد بسرعة ليلبي نداء الواجب, حيث أنباء عن اجتياح لمنطقة القرارة, ويخرج خالد من بيته وعلى غير عادته عندما يرى أمه فينظر إليها في صمت ودون كلام لفترة وكأنه كان يودعها ثم ينطلق ليصد توغل الصهاينة ويشتبك مع قوة خاصة صهيونية فيصاب بطلقة قناص في رأسه وطلقات أخرى في بطنه وعلى الفور أخذ ينطق بأعلى صوته بالشهادتين ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى في جنة الخلد بإذن الله, ويأتي خالد في المنام في أحسن هيئة لأبيه وقد حمل بين يديه مائدة من أطيب الطعام فقدمها لوالده وما إن أمسك بها والده حتى استيقظ ثم يأتي بعدها إلى أخته في المنام فتسأله يا خالد ألم تستشهد فيجيبها ونعم استشهدت فتسأله مرة أخرى يا خالد ألم تستشهد فيقسم لها ويقول والله استشهدت فتنظر خلفه وإذا بشجرة من تين تحمل ثمرا كبيرا لونه ابيض فتمد يدها نحو الثمر ولكنها لا تستطيع الإمساك به.
وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى أحبابي الكرام...والى إخواني الأحباب...والى والديّ الغاليين...والى كل من عرفت وأحببت وصادقت ..
يا أهلي ويا إخوتي أحبكم والله أحبكم وأتمنى أن أكون كل يوم معكم ولكن القدر أصدق من الأمنية وهذه كلماتي فحافظوها "لا تهنوا ولا تحزنوا وكونوا عباد الله إخوانا يحترم بعضكم بعض ولا يجرح أحدكم الآخر ولا تحزنوا على فراق الأحبة فهم قد لقوا ربهم، ووصيتي هي أن تحافظوا على دينكم وتشدوا من أزر مساجدكم وتزيدوها نشاطا ففيها عزكم وهي مصنع الرجال يا إخوتي .
وأما من كان له حق عندي فأرجوا رجاءا حارا أن يسامحني وأما عني أنا فقد سامحتكم جميعا ولم أحقد على أحد في يوم من الأيام..
فاتقوا الله فإن التقوى هي خير زاد
وادعوا لي بالمغفرة
أخوكم المحب خالد
ثم ترك خالد وصية كتب فيها :
لأنه الحق الذي يزهق الباطل , ولأنها المسيرة التي لا تتوقف ؛ مسيرة الشهداء العظماء والمداد الذي يرسم معالم الطريق نحو النصر والتمكين , وعلى خطى القسام الرائد في الجهاد والمقاومة يمضي أحفاد خالد وصلاح ليكملوا الدور في الدفاع عن حياض هذه الأمة و الذود عن حرماتها فيرتقي منهم الكثير ويصاب الأكثر لكن ذلك يزيد الاشتعال ويبدد الظلام ويقطع الأوهام ليثبت إن الله مع المجاهدين وان نصره لهم عقيدة ودين فكان خالد من الذين حملوا اللواء و أراقوا في سبيل نصرة الإسلام الدماء.
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }
بيان عسكري صادر عن
..::: كتائب الشهيد عز الدين القسـام :::..
استشهاد المجاهدين أحمد العبادلة وخالد الفرا خلال اشتباك مع قوات الاحتلال شرق خانيونس
على طريق ذات الشوكة تمضي قافلة الشهداء، يهبون سراعاً من أجل دفع الظلم والضيم والعدوان عن أبناء شعبهم، فهم الذين قطعوا على أنفسهم عهداً بأن يكونوا حماة الوطن والعقيدة، يحاربون الصهاينة وأذنابهم حتى يعيش المواطن في أمن واستقرار.. وما فتئ جنود القسام الميامين يذودون عن بيضة الإسلام ، يرابطون على ثغور الوطن تحسباً لأي اعتداء صهيوني حتى إذا ما أقدم العدو على التقدم خطوة احترق بنار غزة.
وعلى هذا الدرب.. درب الجهاد والمقاومة .. درب العزة والكرامة، فإن كتائب الشهيد عز الدين القسام تزف إلى الحور العين اثنين من فرسانها الميامين:
الشهيد المجاهد القسامي/ أحمد عوني العبادلة
(24 عاماً) من مسجدخالد بن الوليد بخانيونس
الشهيد المجاهد القسامي/ خالد محمد الفرا
(20 عاماً) من مسجدخالد بن الوليد بخانيونس
(أحد أفرادوحدة القنص القسامية)
والذين استشهدا صباح اليوم الأربعاء 20-06-2007م الموافق 05 جمادى الآخرة 1428هـ بعد أن اشتبكا وإخوانهما مع قوات صهيونية خاصة توغلت قرب معبر "كيسوفيم" شرق خانيونس بشكل مباشر وعنيف بالأسلحة الرشاشة مما أعاق تقدم القوات الغازية وأربك جنود الاحتلال .. ليرتقيا إلى العلا بعد مسيرة جهادية مباركة من الدعوة والجهاد والعمل الدؤوب من أجل نصرة هذا الدين .. نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
وإننا في كتائب القسام إذ نزف إلى العلا شهيدينا لنحذر العدو الصهيوني من محاولة اجتياح أي جزء من قطاع غزة ؛ لأن ردودنا ستكون قاسية ومؤلمة لجنود الاحتلال وآلياته، وإننا نعاهد الله ونعاهدكم يا أبناء شعبنا المجاهد أن نبقى الأوفياء لدماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى حتى يتحرر ثرى الوطن من دنس الصهاينة.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد ،،،
كتائب الشهيد عز الدين القسام
الأربعاء 05 جمادى الآخرة 1428هـ
الموافق 20/06/2007م