القائد الميداني/ عبد الله أحمد إبراهيم أبو خاطر
على درب الجهاد تحلو الحياة
القسام - خاص:
كم هي عظيمة منازل الشهداء حين يرتقوا على ثرى فلسطين الحبيبة، كيف لا وثمن التضحية هو النفس، ففي كل يوم يرتقي شهيد يطوف بروحه حول المسجد الأقصى ليرفع عمله خالصاً لله، فهم نجوم تتلألأ في سماء الوطن المحتل، ينيرون لمن بعدهم دروب النصر بأخاديد نقبوها بأظافرهم ليعبر خلالها المجاهدون طريق التحرير وجوس الديار المحتلة.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد عبد الله في مدينة الرياض_ السعودية، وذلك بتاريخ 17/3/1989م، ونشأ شهيدنا بين أحضان عائلة مجاهدةٍ، ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ربت أولادها على الجهاد في سبيل الله ومقارعة أعداء الأمة.
كان شهيدنا القائد الميداني عبد الله رفيع الأخلاق، مهذب في الحديث مع عامة الناس، فقد كان محبوباً لوالديه رحمه الله وكان مطيعاً لهما في المنشط والمكره، كما أنه كان من بين الملتزمين في المساجد المحافظين على الصلوات وخاصة صلاة الفجر، وكان محبا لجميع أهله، فيمزح مع أخوته واخواته يحبهم ويحبونه، وكان عطوفا رحيما يساعد الفقراء بما استطاع ويشارك في الأفراح والأحزان.
كان الشهيد عبد الله محبوبا من الجميع، وكان يحب أن يجتمع بأبناء أعمامه وبأقاربه، كما أنه كان فكاهيا يحب المزح مع الآخرين، وكانت البسمة لا تفارق شفتاه، وكان لدى شهيدنا منذ صغره شغف في مجال الصحافة والإعلام، حيث كان يقوم بتقليد الصحفيين، ويختم قوله بالشهيد الحي عبد الله أبو خاطر.
أحب شهيدنا عبد الله الرياضة، وشارك عائلته وأصدقاءه وأقاربه لعب كرة القدم، وكان لا يتوان في خدمة أبناء فصيله وأبناء التنظيم في أحلك الظروف والمواقف، وفي الظروف المادية الصعبة كان يوفر لهم ما يحتاجونه.
دراسته وعمله
درس شهيدنا المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة ذكور بني سهيلا(البرش)، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة المتنبي، وأنهى الثانوية العامة عام 2007م، والتحق بعدها بجامعة الأقصى، وتخصص في قسم الدراسات الإسلامية وحصل على البكالوريوس فيه.
عمل شهيدنا في صفوف الكتلة الإسلامية خلال المرحلتين الإعدادية والثانوية، حيث كان له دور بارز في أنشطة الكتلة الإسلامية في المدارس التي درس فيها، وخلال دراسته، كان مثالًا يحتذى به، في الالتزام والانضباط، فنال احترام زملائه ومعلميه، وأصدقائه، وكان خلال مراحله الدراسية، يدعو إلى الخير والدعوة إلى الله.
درب الدعوة
كان قلب شهيدنا معلقا بالمساجد منذ صغره، حيث كان يلتحق دائما بحلقات تحفيظ القرآن، وقام بحفظ أكثر من جزء، كما أنه كان لا يفوت أي صلاة في المسجد حتى آخر يوم في حياته، وكان يصلي صلاة الفجر في الأسطر الأمامية، وكان ملتزما في مسجد عبد الله بن رواحة.
وشهد عام ٢٠٠٥م بداية التحاق شهيدنا في صفوف الحركة، حيث كان له نشاط في أنشطة المسجد وفي جهاز العمل الجماهيري، وكان يشارك في كل فعاليات المسجد، وبايع شهيدنا جماعة الإخوان المسلمين مطلع العام 2007م، حيث كانت بداية جلسته عند الشهيد محمود سعيد أبو خاطر _ رحمه الله_ وكان له نشاط بارز في الجانب الدعوي، وتربى على يديه عدد من الشباب، وتدرج في رتبه الدعوية، وكانت آخر رتبة حصل عليها رتبة (نقيب).
درب الجهاد
عشق شهيدنا القسامي الجهاد مبكرًا، ليتقدم الصفوف، وهو يتمنّى الشهادة في سبيل اللهِ تعالى، حاملًا هم وطنه ودينه، فحقق أمنيته بالانضمام إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في سن مبكرة من عمره، فخاض العديد من الدورات العسكرية القسامية منها: دورات مغلقة، دورة قائد فصيل محترف، دورات في السلاح النوعي تخصص الدروع، وانضم إلى صفوف المرابطين على الثغور.
ومن أهم الأعمال الجهادية التي تدرج فيها شهيدنا القائد الميداني عبد الله أبو خاطر، عمل شهيدنا في وحدة الإعداد والتدريب، وعمل قائدا لتخصص الدروع في الكتيبة، وعمل قائدا للفصيل الحدودي في الكتيبة، وكان له دور بارز في حفر الأنفاق القسامية والإشراف عليها، كما أنه كانت تُوْكَل إليه المهمات الصعبة والخطيرة.
استشهاده
في اليوم الحادي عشر من شهر مايو لعام 2021م، وذلك في يوم الثلاثاء الموافق 29 رمضان لعام 1442هـ، خرج مع ثلة من رفاقه لأداء مهمة جهادية وذلك مع بداية معركة سيف القدس التي هب فيها المجاهدون لنصرة المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف، وخلال تواجده مع رفاقه في نفق للمقاومة شرق منطقة الفخاري تم استهدافه من طائرات الغدر الصهيونية، فارتقى إلى ربه شهيدا مع رفاقه.